أدب الفقد

أدب الفقد

نوال أحمد

شعور الحزن الخام.. أقسى مراحل الوجع على الإطلاق
خليط الآه و الدمعة والتنهيدة ..
العجز التام التام في أوضح صورِه..
الانكسار في أحلك مراحله..
الرغبة في جعل الواقع حلمًا والعودة بالزمن للوراء..
الإنكار كطفل، وضرورة التصديق كراشد..
الشعور حين تضرب كف بكف تعبيرًا عن قلة الحيلة.
الشحوب حين يعتري الملامح
والرغبة في عدم رؤية ذلك التعبير المُتعَب..
التحوّل الجذري في التعامل مع الحياة
وفقد الكثير من اللحظات لمعناها ..
طوفان من الألم يجتاحك حين تفقد عزيزًا.. تشعر معه ألّا نهاية.. عميق قوي فتّاك..
تظن أنك اجتزت، فتقلب الصفحة .. لتجد صفحتك التالية متخمة بألم أعظم ، و هكذا في كل مرة ، دون جدوى…
تتلقفك الوساوس والأفكار ، تختلط المفاهيم ، وَ يُعاد مع هذا الشعور صياغة الحياة بأكملها؛ لترى الصورة الأكبر و الأهم؛ لترى حقيقة هذه الدنيا ..فلا تعطيها مالا تستحق،ولا تبذل من نفسك لأجلها ما يفوق طاقتك.
في غمرة ذلك الشعور الموحش، تتيقن ألا منقذ سوى الله وأن التسليم نجاتك، واليقين بالله درعك، والرضا بقضائه هو كل السلوان، وأن الذي شاء أن تحزن قادر على إسعادك، وأن الذي وضعك في هذا الموقف قادرٌ على انتشالك، وألاّ غالب إلا الله وحده، وأنه اللطيف الخبير..
لا شيء أشد وجعًا من الفقد ..ولكن الله أكبر..
تماسك ثقة بالله.. و ابكِ راجيًا الله .. وانهض مستعينًا بالله
وَ ثق أن الغمة ستنجلي، وأن الأحوال ستتبدّل ، ولن تدوم الحياة على حال أبدًا ..

مشاركة

5 1 صوت
تقييمات المقال
اشتراك
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
تقييمات مضمنة
عرض كل التعليقات

وكُتب في جَبَنَة أيضا

بلا هوية

تأملت والدته أن يكون عوضًا عن أخيه الذي مات، طمأنها والده حين ولادته أنه روح أخيه بعثت فيه وتشكلت في عينيه وأنفه الصغيرة، في طفولته، كان لا يختلط مع أحد، وجلَّ وقته بمفرده، كانوا يطلقون النكات عليه وأنه شبيه لأمن في هدوئها ، في الفصل، كانوا لا يسمعون صوته إلا حين يُسأل سؤالًا يعجزون عنه أقرانه من الأطفال، شيدوا له  أن ذكاءه يعود لوالده لأن العرق دساس، كبر وكبر معه والده، في عزائه، بصم الأهل والأقارب، أنه لا يختلف عن والده عدى بالنظارة التي يرتديها، من حينها وفي الجمعات والمناسبات هو أبو أبيه، لم يناده أحد باسمه، في شيخوخته، وجميع أبنائه وأبنائهم الذين يحملون اسماءهم، أخبروه أنه يشبه صوره والده المعلقة بالحائط بشكل لايصدق، ولكنه، هو وحده، مصدقًا، أنه يشبه كل شيء إلا نفسه.

هل أنت جاهز للنشر ؟

نرحب في جبنة بالكتاب المبدعين.. فقط اترك ايميلك وسيتم التواصل معك قريبا بإذن الله 

لقاءات حية
تدوين
رسائل مرئية
تجارب
لقاءات حية
تدوين
رسائل مرئية
تجارب

- جميع الحقوق محفوطة لمبادرة متكأ 2021©