إنما العيد تعابير فرح

إنما العيد تعابير فرح

عيسى حريصي

كنا ولازلنا نترقب لحظات الفرح ونستعد لها منذُ أيامنا الأولى، وتتزاحم من حولنا خطوات الاستعداد من كل اتجاه ، لأن بعض تلك اللحظات لا تتكرر إلا مرات قليلة طوال العام ومنها لحظات إعلان العيد وأيامه .
فننتظرها بشغف ، ونستعد لها بوقت ، وتغمرنا سعادة السير لأخذ كل ما يخص العيد ، حتى وان بقي بعضها حبيس الادراج (كما يحدث للبعض) حتى انتهاء ايام العيد .
لكن مشاعر العيد تبقى بطابعها الخاص ومعانيها الفريدة ، فتختص بها عن غيرها من لحظات ومشاعر ، ولم لا تكون كذلك وهي شعيرة من شعائر الله ؟! .

إلا أننا والبعض منا لا يرى لهذه الشعيرة قدرها ولا يُصغي فيها لصوت الفطرة بداخله ، وذلك بأن يفرح ويأنس بما أحله الله وأحبه لنا ..
وانطلاقاً من هذا الشعور الهامشي بالعيد (الذي تولد لدى البعض منا) ، فإني اود القول :
بأن العيد هو ما يعيد لك وهج أحلامك ، وأن تفرح فيه وتنسى كل آلامك ولو لفترة ، وأن تبتهج بيوم من أيام الأُنس ، وأن تكون في أبهى صورك فتعبر عن صدق ما يغمرك.
فالعيد فرصتك في أن تسد الخلل الذي وقع بينك وبين كل من مر بك او لازال بجانبك، أو تردم تلك الفجوة التي حدثت ولم تستطع فعل لذلك لعدم تحيُّن المناسبة،،
العيد فرصتك لتعانق بمشاعرك تلك القلوب من حولك.

العيد … أن تكون أنت أنت لا تقلبات المزاج وعبور المشاعر ، التي تربك صدق ما تشعر به في هذا اليوم ، و أن تكشف عن لثام معنى عذب وجميل غاب أو حاولت اخفاءه عن أنظار أقرانك أو حتى خصومك..
قد يكون الفرح بالعيد عادات ومشاعر لا واعيه ، تقوى وتضعف بالابتعاد والاقتراب من أصحاب الفرح ، ولكن من يرى العيد كشعيرة وعبادة يختلف لديه المعنى فتتجسد المشاعر على حقيقتها .
فكن العيد لمن لا يرى لهذه الشعيرة قدر الفرح بها، وابهج من تقابل بتلمس معاني الفرح من حوله.

وتعود على أفراحك اللاواعيه (إن كان العيد لديك كذلك ) تسعد بها وتسعد من حولك ، فانت لا تحتاج لمزيد نصح ، احتياجك الحقيقي هي ثورة فرح نابعه من أعماقك ، تزيح معها غبار أحزانك وتعيد بها أفراح طفولتك الفطريه الصادقه..

وقد نعذرك لحين اللحظة فمن الممكن انها هجمة عليك ، وتراكمت مزيد من المواقف فشكلت لديك طابع الاعتياديه بكل المناسبات وبعض الشعائر.
إلا أن القانون الرياضي المهم بأنه لايكسر الهجمة الا كرةٌ وهجمةٌ مرتدة ، مهم جداً لتعيد معه فرحك المعتاد وتجبر من خلاله كل كسر مر بك ، وانصحك بأن تجعل العيد هو تلك الهجمة المرتدة على كل المواقف واللحظات التي أعاقت فطرة الفرح لديك..

ولا ادعوا لمثالية الفرح وتجاهل اللحظات الحرجه والصعبه وخيبات الأمل ، وإنما هو فيض الفرح احسبه كذلك،،
والعيد بأفراحه والوانه الزاهية باقية لكل الفرحين وحتى غير الفرحين..

وكن على ثقه بأن سعادتك وتعبيرك عن فرحك هو عائد معنوي كبير لكل من تصادفه ، فكن كريماً وفض عليهم بمشاعر هذا العيد.

ولا تجعل فرحة العيد أمراً هامشياً في حياتك ، لأن هذا الهامش لو اعرته مزيد اهتمام لأدركت بأنه فرصة الاخرين للقرب منك والبوح لك ، ولتجعل الفرح بالعيد أمراً اساسياً لترى عظيم نعم الله عليك.

وأخيراً .. انصحك بأن تستغل هذه الشعيرة العظيمه لتفكك من خلالها ترابط الصدمات التي حدثت لك وفواجع الايام التي ألمت بك وتطمس أثرها رويداً رويداً حتى تعيش كما أراد الله لك.

{ ذَٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ }

وكل عام وأنتم فرحة العيد ، ولحظاته الجميلة لكل الأحباب والأصحاب من حولكم..

مشاركة

0 0 أصوات
تقييمات المقال
اشتراك
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
تقييمات مضمنة
عرض كل التعليقات

وكُتب في جَبَنَة أيضا

بلا هوية

تأملت والدته أن يكون عوضًا عن أخيه الذي مات، طمأنها والده حين ولادته أنه روح أخيه بعثت فيه وتشكلت في عينيه وأنفه الصغيرة، في طفولته، كان لا يختلط مع أحد، وجلَّ وقته بمفرده، كانوا يطلقون النكات عليه وأنه شبيه لأمن في هدوئها ، في الفصل، كانوا لا يسمعون صوته إلا حين يُسأل سؤالًا يعجزون عنه أقرانه من الأطفال، شيدوا له  أن ذكاءه يعود لوالده لأن العرق دساس، كبر وكبر معه والده، في عزائه، بصم الأهل والأقارب، أنه لا يختلف عن والده عدى بالنظارة التي يرتديها، من حينها وفي الجمعات والمناسبات هو أبو أبيه، لم يناده أحد باسمه، في شيخوخته، وجميع أبنائه وأبنائهم الذين يحملون اسماءهم، أخبروه أنه يشبه صوره والده المعلقة بالحائط بشكل لايصدق، ولكنه، هو وحده، مصدقًا، أنه يشبه كل شيء إلا نفسه.

هل أنت جاهز للنشر ؟

نرحب في جبنة بالكتاب المبدعين.. فقط اترك ايميلك وسيتم التواصل معك قريبا بإذن الله 

لقاءات حية
تدوين
رسائل مرئية
تجارب
لقاءات حية
تدوين
رسائل مرئية
تجارب

- جميع الحقوق محفوطة لمبادرة متكأ 2021©