العقل .. القلب صراع غير متكافىء..

العقل .. القلب صراع غير متكافىء..

سلمان جبران

العقل.. القلب..
هل هناك في حياتنا مسارين يجب أن نسلك أحدهما فقط؟

لا يكاد يمر اليوم أو اليومين إلا وتتعرض لرسالة مباشرة أو غير مباشرة تقول لك هل أنت ممن يتبع العقل أم من ينجرف خلف القلب؟ هل تُحكم عقلك على قلبك أم العكس؟
خاصة إذا كنتم في مرحلة الشباب فأنتم أكثر عرضة لهذه الرسالة…
فهل يجب علي كشاب أو فتاة أن أدخل هذا الصراع الغير متكافئ، أم أن بعض الأسئلة قد لا تكون لها إجابة صحيحة وأرى خاطئة، وأن الخيارات التي وضعت لنا هي ليست الخيارات السليمة فقد تكون متضادة وقد تكون متكاملة وقد تكون نسبية…
ولكننا لا نستطيع في كثير من الأحيان أن نغير أسئلة الامتحانات المدرسية أو الجامعية، ولكننا يجب ألا نكون في قالب الضعف الذي يبحث عن درجة نجاح تعليمي، فهذي خيارات حياة…
أخبرني أحد الأصدقاء ذات يوم أنه قرأ في كتاب ما أن ستاربكس وضع لنا خيارات محددة ، ونحن فعليا نختار خيار أعد لنا مسبقاً.. ونجد بشكل شبه يومي العروض التسويقية تضع لك خيار شائع كمصيدة تسويقية ضمن خيارات كلها تعبر عن حاجة الطرف الأول فقط..
فهل يمكن أن نمزج بين العقل والقلب؟ هل يمكن أن نؤمن بأن الله لم يخلق المتناقضات وإنما كل عضو وجهاز بشري في الإنسان له وظيفة، وهو يتطور ويتأثر بسلوك الإنسان.
ومهما نظّر علينا أنصار العاطفة أو أنصار العقل .. لا نسلم لهم فنحن أقدر على إعمال القلب والعقل دون فرض سلطة الأخر..
أنت تستحق أن تكون إنسان له قلب يشعر ويحب ويحزن .. ويكون لك عقل يعي ويفهم ويحكم..
فلا تكن ذلك المنزوي في أسطح المنازل وأطراف المقاهي لمجرد أنك أقنعت نفسك أو صدقت أكذوبة “أنت عاطفي”.
ولا تكن ذلك المتأنف على أريكة الصالون تتابع البرامج العلمية والتحليلية، والقابع في زوايا المكتبات الممتلئة بأشباه الكتب الثقافية…
أنا لا أنفي حاجة الإنسان للعزلة والخلوة والتأمل فهو حق وعبادة ولكن برفق المؤمنين.
ولا أنكر حاجة الإنسان للتوسع في معرفة الحياة ومألتاها من خلال وسائل الاتصال والمعرفة المتاحة ولكن برشد العارفين..

بالتأكيد أخي وأختي القارئ وأنت تقرأ هذه الأسطر أنت تنتظر نتيجة حتمية تصل لها لكي تأخذ موقف المؤيد أو موقف الرافض الناقد.. ولكن اعلم أن الرسالة التي أريد أن تصلك لك بشكل مباشر أو غير مباشر لا تكن نصف إنسان يعيش نصفه الأخر بأراء ومقترحات وخيارات يؤطرك بها الأخرين، بل عش كما أنت وكما تريد واصنع خياراتك المنسجمة مع واقعك ومستقبلك المنشود..

لا يجب أن نسمح للأخرين ونحن نعيش في هذا العالم المفتوح أن يكونوا جزء من عقد عاطفية تصنع على أشلائنا، ولا أن يكونوا جزء من شتات ثقافي والذي يقودنا إلى ساحة اللامعرفة..
عش بقلبك وعقلك..
بحبك ومنطقك

مشاركة

0 0 أصوات
تقييمات المقال
اشتراك
نبّهني عن
guest
1 تعليق
الأقدم
الأحدث الأكثر تصويتا
تقييمات مضمنة
عرض كل التعليقات
حسين
حسين
3 years ago

جميل ماشاء الله

وكُتب في جَبَنَة أيضا

بلا هوية

تأملت والدته أن يكون عوضًا عن أخيه الذي مات، طمأنها والده حين ولادته أنه روح أخيه بعثت فيه وتشكلت في عينيه وأنفه الصغيرة، في طفولته، كان لا يختلط مع أحد، وجلَّ وقته بمفرده، كانوا يطلقون النكات عليه وأنه شبيه لأمن في هدوئها ، في الفصل، كانوا لا يسمعون صوته إلا حين يُسأل سؤالًا يعجزون عنه أقرانه من الأطفال، شيدوا له  أن ذكاءه يعود لوالده لأن العرق دساس، كبر وكبر معه والده، في عزائه، بصم الأهل والأقارب، أنه لا يختلف عن والده عدى بالنظارة التي يرتديها، من حينها وفي الجمعات والمناسبات هو أبو أبيه، لم يناده أحد باسمه، في شيخوخته، وجميع أبنائه وأبنائهم الذين يحملون اسماءهم، أخبروه أنه يشبه صوره والده المعلقة بالحائط بشكل لايصدق، ولكنه، هو وحده، مصدقًا، أنه يشبه كل شيء إلا نفسه.

هل أنت جاهز للنشر ؟

نرحب في جبنة بالكتاب المبدعين.. فقط اترك ايميلك وسيتم التواصل معك قريبا بإذن الله 

لقاءات حية
تدوين
رسائل مرئية
تجارب
لقاءات حية
تدوين
رسائل مرئية
تجارب

- جميع الحقوق محفوطة لمبادرة متكأ 2021©