الفنجان الثاني

الفنجان الثاني

عهود عريشي

للقهوة معي حكايات وحكايات .. من أول شهقة البن في الطواحين إلى آخر رشفة في الفنجان المحبب ، ترافقني تلك الأكواب كظل يرتسم على حافة الساعات ترممني وتفزع مني وتحملني إلى مدن الصمت على شرفاتها..
الزمن الفاصل بين الصحو والحلم تلك الفناجين التي لا أصففها عبثاً ، أبحث عنها وتناديني قبل أن أختارها لتدخل معي إلى ساحات الغيم تلك التي تستوطنني ، تمد يدها إلي بينما أمد يدي إليها
مواساة على هيئة فناجين .. !

** في الصباح أبحث عن فطور مناسب وقلبي جائع !

**كل ما تنصرف عنه ينصرف إليك !

**ها أنا أُعد الصباح كعادتي كل يوم ، أُشعل موقده بفتات ذاكرة الأمس وأحرك القهوة بأصابع جديدة ، أتذوق الفنجان بفم ممتلئ بالدهشة ، أصفف الزهور في أواني المواعيد التي لا تأتي ، أرش الموسيقى في جو الغرفة وأغني .. أغسل بماء الأماني وجهي الجديد فهذه الطقوس مبرر كافي للبقاء على قيد الحياة ، الصباح فرصة لخلق نسخة جديدة منك في كل يوم .

** تعوم في دمي مدائن لا تعرف النوم غارقة في الأرق تحاول التقاط الفرح الهارب ، تتجسد الأحلام في نهر الليالي كمجرات تحوم حول شموس اليأس فيباغت بعضها ذلك الأمل ( الملفق ) وتسقط البقية في مجاعاتها اليومية !

** مات الكلام بيننا حين تحول إلى رصاصات طائشة !

** تذكر في كل مرة يخرج فيها شخص ما من حياتك ويغلق الباب بقوة على أطراف قلبك ، أن تتنازل عن ذلك الجزء الذي تم قصه من قلبك !

** حتى الطرق الخاطئة قد تقود إلى أماكن صحيحة أحياناً !

** الحكاية _ كل الحكاية _ تكمن في النقطة التي تحتك فيها الحياة مع قلوبنا بشكل مباشر ، فتمزق الجزء الأحب والأرق منها ولأن ذلك يحدث بالتدريج غالباً لا نشعر به إلا حين نسقط !

مشاركة

5 1 صوت
تقييمات المقال
اشتراك
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
تقييمات مضمنة
عرض كل التعليقات

وكُتب في جَبَنَة أيضا

بلا هوية

تأملت والدته أن يكون عوضًا عن أخيه الذي مات، طمأنها والده حين ولادته أنه روح أخيه بعثت فيه وتشكلت في عينيه وأنفه الصغيرة، في طفولته، كان لا يختلط مع أحد، وجلَّ وقته بمفرده، كانوا يطلقون النكات عليه وأنه شبيه لأمن في هدوئها ، في الفصل، كانوا لا يسمعون صوته إلا حين يُسأل سؤالًا يعجزون عنه أقرانه من الأطفال، شيدوا له  أن ذكاءه يعود لوالده لأن العرق دساس، كبر وكبر معه والده، في عزائه، بصم الأهل والأقارب، أنه لا يختلف عن والده عدى بالنظارة التي يرتديها، من حينها وفي الجمعات والمناسبات هو أبو أبيه، لم يناده أحد باسمه، في شيخوخته، وجميع أبنائه وأبنائهم الذين يحملون اسماءهم، أخبروه أنه يشبه صوره والده المعلقة بالحائط بشكل لايصدق، ولكنه، هو وحده، مصدقًا، أنه يشبه كل شيء إلا نفسه.

هل أنت جاهز للنشر ؟

نرحب في جبنة بالكتاب المبدعين.. فقط اترك ايميلك وسيتم التواصل معك قريبا بإذن الله 

لقاءات حية
تدوين
رسائل مرئية
تجارب
لقاءات حية
تدوين
رسائل مرئية
تجارب

- جميع الحقوق محفوطة لمبادرة متكأ 2021©