ثمار الحب

ثمار الحب

عهود عريشي

تقع الشمس في بحر الغروب مرة بعد مرة وأنا أقف برُفاتٍ حي
تمضي أيامي في ري السنابل الذابلة
ورش العطر على فساتين قدرها أن تبقى معلقة في دواليب هذا العمر
كلمات مجمدة في ذاكرة الثواني لا تُنطق ولا يُصمت عنها
كل الرسائل المنتظرة في صناديق البريد تساقطت طوابعها وفقدت عناوينها
بقيت كاملة كبدر منتصف الشهر مضيئة كشمس أول الصبح
لكن قدرها دائما أن تنتظر
أن تطرق الأبواب الخاطئة
أن تحمل الغربة في جسد مسافر ضالته وطن
أن تحوم الظنون حول مائدة الشك
وأن يتغلغل الشك في أعمق نقطة يقين أحملها داخلي
كنت أقطف الأشواك التي ظننتها وروداً
وكنت أغرق حين ظننت أنني أطفو
لازلت أجاهد في وضع المربعات في أماكنها الصحيحة
أجاهد في تصفيف الأيام حسب أبجدية الأغاني
أغزل أوشحة الشتاء وأغفل عن البرد الذي يختبيء تحت جلدي
احصد حقول البياض قبل الأوان
وأزرع في تلك العينين ثمار الحب دون رجاء
قدر أن تتربص به الخيبة من كل الجهات
كشباك أخرس في وجه الجدار الأخير
ك وجهة نسيها القاصدون وحلم حال دونه الأرق .

مشاركة

0 0 أصوات
تقييمات المقال
اشتراك
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
تقييمات مضمنة
عرض كل التعليقات

وكُتب في جَبَنَة أيضا

بلا هوية

تأملت والدته أن يكون عوضًا عن أخيه الذي مات، طمأنها والده حين ولادته أنه روح أخيه بعثت فيه وتشكلت في عينيه وأنفه الصغيرة، في طفولته، كان لا يختلط مع أحد، وجلَّ وقته بمفرده، كانوا يطلقون النكات عليه وأنه شبيه لأمن في هدوئها ، في الفصل، كانوا لا يسمعون صوته إلا حين يُسأل سؤالًا يعجزون عنه أقرانه من الأطفال، شيدوا له  أن ذكاءه يعود لوالده لأن العرق دساس، كبر وكبر معه والده، في عزائه، بصم الأهل والأقارب، أنه لا يختلف عن والده عدى بالنظارة التي يرتديها، من حينها وفي الجمعات والمناسبات هو أبو أبيه، لم يناده أحد باسمه، في شيخوخته، وجميع أبنائه وأبنائهم الذين يحملون اسماءهم، أخبروه أنه يشبه صوره والده المعلقة بالحائط بشكل لايصدق، ولكنه، هو وحده، مصدقًا، أنه يشبه كل شيء إلا نفسه.

هل أنت جاهز للنشر ؟

نرحب في جبنة بالكتاب المبدعين.. فقط اترك ايميلك وسيتم التواصل معك قريبا بإذن الله 

لقاءات حية
تدوين
رسائل مرئية
تجارب
لقاءات حية
تدوين
رسائل مرئية
تجارب

- جميع الحقوق محفوطة لمبادرة متكأ 2021©