حين تستيقظ

حين تستيقظ

عهود عريشي

وأنت تستيقظ من نومك ، صفف أحلامك الصغيرة  و اتركها تحت الوسادة  ، وأنت تستيقظ تذكر أن تنسى بؤسك أن تنسى أمسك ، وأنت تستيقظ ، التقط لهذا اليوم ثياباً لا تشبه وجعك والبسها ، مدد جسدك الهارب في طرقات النهار وانثر وجهك في صفحات الماء ، وأنت تستيقظ لا تترك في قعر الأكواب أغنياتك ازرعها في صوتك ، وأنت تستيقظ أعد نفسك للنوم التالي .. لليوم التالي !
لا تسكب ماء الأمس في آنية اليوم ، لا تهمل فزعك طبب جرحك واطوِ هذا البؤس تحت جناحك ، في الحياة ساعات تتفتح فيها زهور وتذبل أخرى  !
في الأيام طريق تتفرع منه دروب ودروب ، تلك التي تكون للهرب والتي تكون للفزع ، وتلك البعيدة للصمت والطمأنينة وعليك أن تجدها !
ستكون محبوباً حيناً وحيناً لن يعرفك أحد لأيام طويلة ، كن لنفسك ظلها ، مد جسور الأمل وإن اهترأت
غلف قلبك ، و انفض عنه غباره أفرغ منه حطامه ، وأقم أفراحك .
وحدك من يعرف كيف سينجو ، وحدك من يتحسس هذي العتمات ، وحدك من يعرف أين يخبيء صندوقاً أبيض ، وكيف ينمق وجه الحزن ، سيكون الحزن رفيقاً أبدياً لتعتد ذلك لكن لا تنسى أن تعرف أن الحزن مؤقت ، ككل شيء في الحياة ، كأوان الندى ، كعمر الفراشات ، كالساعة الثامنة !
سيصبح قلبك أكثر مرونة ، في كل مرة تتشافى فيها من ألم ما ستبدل جلدك !
ستغير عنوانك وستلبس مايكفي لحماية أيامك من وجع قادم !
تلك هي اللعبة أيام للتحليق وأخرى للسقوط !
والوجوه تغدو كالصفحات حكايات ، كل الوجوه ووحدك بطل القصة الأكبر ، وحدك من تتحرك في كل الأدوار وبنفس الوقت تكتبها !
أنت القصة والكاتب والبطل والشهيد !! .

مشاركة

5 1 صوت
تقييمات المقال
اشتراك
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
تقييمات مضمنة
عرض كل التعليقات

وكُتب في جَبَنَة أيضا

بلا هوية

تأملت والدته أن يكون عوضًا عن أخيه الذي مات، طمأنها والده حين ولادته أنه روح أخيه بعثت فيه وتشكلت في عينيه وأنفه الصغيرة، في طفولته، كان لا يختلط مع أحد، وجلَّ وقته بمفرده، كانوا يطلقون النكات عليه وأنه شبيه لأمن في هدوئها ، في الفصل، كانوا لا يسمعون صوته إلا حين يُسأل سؤالًا يعجزون عنه أقرانه من الأطفال، شيدوا له  أن ذكاءه يعود لوالده لأن العرق دساس، كبر وكبر معه والده، في عزائه، بصم الأهل والأقارب، أنه لا يختلف عن والده عدى بالنظارة التي يرتديها، من حينها وفي الجمعات والمناسبات هو أبو أبيه، لم يناده أحد باسمه، في شيخوخته، وجميع أبنائه وأبنائهم الذين يحملون اسماءهم، أخبروه أنه يشبه صوره والده المعلقة بالحائط بشكل لايصدق، ولكنه، هو وحده، مصدقًا، أنه يشبه كل شيء إلا نفسه.

هل أنت جاهز للنشر ؟

نرحب في جبنة بالكتاب المبدعين.. فقط اترك ايميلك وسيتم التواصل معك قريبا بإذن الله 

لقاءات حية
تدوين
رسائل مرئية
تجارب
لقاءات حية
تدوين
رسائل مرئية
تجارب

- جميع الحقوق محفوطة لمبادرة متكأ 2021©