خارج الإطار

خارج الإطار

نوال أحمد

حين تقف ليلتقط لك أحدهم صورة، صورةً خاصة أو جماعية.. مالذي تراه أنت ؟
ترى المصور حاملًا (كاميرته )،تنتظره ليلتقط تلك الصورة.. وبهذا تنتهي اللحظة.
لكن مالذي يراه هو في تلك اللحظة ؟
يراك ، ويرى الواقفين معك ، يرى المارين بك
المنازل من خلفك، الأشجار حولك، الطيور المحلقة، حركة الرياح، ملامح الجميع .. وبهذا تنتهي اللحظة.
هذا تمامًا الذي يحدث حين تحاول النظر خارج الصورة ،خارج الإطار ،تجمع الكثير من التفاصيل في عقلك قبل أن تصدر قرارًا ، أو تبدي انفعالًا ، أو تتخذ موقفًا ..
مشكلة الماكثين في الصورة أن حياتهم أضيق، وخياراتهم أقل، ورؤيتهم قاصرة، نظرًا لموقعهم في الصورة.
ماذا لو حاولوا الخروج منها ؟ حتمًا سيرون مشهدًا مختلفًا بأبعاد أكبر، وتفاصيل أكثر، و وضوح أعلى ..
ميزة فارقة ، وقدرة فائقة لا يستطيعها كل أحد، لكنها تأتي بالمجاهدة والتدريب .. والنتيجة ؟ هائلة.
ماذا لو كانت الصورة جميلة ؟ تأكد ما خلفها أجمل..
الإطارات دائمًا ما تضعك في حدود صارمة، حتى تعتاد النظر خلال تلك الحدود ، تؤطرك وأنت الواسع ، تقللك وأنت الكثير ، تقيّدك وأنت حر.. حُرّ بعقلك .. حُرّ في قرارك..
ومن هنا أتت قيمة الاستشارة ، المستشار يرى غالبًا ما خلف الصورة، يمدّك بالحلول، و ينير لك عتمة الطريق، لأنه يرى مالا تراه..
لذا حين تمرّ بموقف ما أو قصة ما ، حاول أن تنظر لما خلف الصورة ، لما هو أبعد من إطار، تأمل نفسك والموقف من كل الجهات، تخلّى عن تلك الجهة التي اعتدت أن تنظر من خلالها ، تدرّب دائمًا على الخروج من دائرة الحدث، وحاول أن ترى الصورة الأكبر ..
صدقني : سيدهشك المنظر .

مشاركة

4.2 5 أصوات
تقييمات المقال
اشتراك
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
تقييمات مضمنة
عرض كل التعليقات

وكُتب في جَبَنَة أيضا

بلا هوية

تأملت والدته أن يكون عوضًا عن أخيه الذي مات، طمأنها والده حين ولادته أنه روح أخيه بعثت فيه وتشكلت في عينيه وأنفه الصغيرة، في طفولته، كان لا يختلط مع أحد، وجلَّ وقته بمفرده، كانوا يطلقون النكات عليه وأنه شبيه لأمن في هدوئها ، في الفصل، كانوا لا يسمعون صوته إلا حين يُسأل سؤالًا يعجزون عنه أقرانه من الأطفال، شيدوا له  أن ذكاءه يعود لوالده لأن العرق دساس، كبر وكبر معه والده، في عزائه، بصم الأهل والأقارب، أنه لا يختلف عن والده عدى بالنظارة التي يرتديها، من حينها وفي الجمعات والمناسبات هو أبو أبيه، لم يناده أحد باسمه، في شيخوخته، وجميع أبنائه وأبنائهم الذين يحملون اسماءهم، أخبروه أنه يشبه صوره والده المعلقة بالحائط بشكل لايصدق، ولكنه، هو وحده، مصدقًا، أنه يشبه كل شيء إلا نفسه.

هل أنت جاهز للنشر ؟

نرحب في جبنة بالكتاب المبدعين.. فقط اترك ايميلك وسيتم التواصل معك قريبا بإذن الله 

لقاءات حية
تدوين
رسائل مرئية
تجارب
لقاءات حية
تدوين
رسائل مرئية
تجارب

- جميع الحقوق محفوطة لمبادرة متكأ 2021©