أبي
إنه أبي .. ذاك الذي رسم الكفاح على وجهه تجاعيد من نور، ونقَش البذل في رأسه شيبًا وقورًا
إنه أبي: ذاك الذي لم يرتضِ لنفسه سوى العزة،ولم يرتضِ لأبنائه سوى الاعتزاز.
لم تمنحه الحياة طفولة وردية، بل منحته الكثير من الألم، وأجبرته على تحمل الكثير من المشاق، لكنها أخرجت منه رجلًا عظيمًا لا يشبهه أحد.
إنه أبي بطلي الوحيد،وقدوتي في الجلَد والإيمان،وفخري قبل ذلك كله.
الكريم في أهله،النبيل بين أصحابه، الودود لأقاربه،والأمين في جيرانه، ذاك هو أبي..
لم تصنع منه قسوة الحياة إلا أبًا رحيمًا، يدخل بيته والابتسامة تعلو وجهه مهما كانت مشقة ذلك اليوم،
يتلطف للكبير والصغير بأجمل العبارات،لا تسمعه إلا مرحّبًا بأبنائه، ناشرًا للحب في بيته وبيئته..
يحبه كل من يعرفه حتى لو لم يره، ذلك الأنيق في مظهره، الراقي في خلقه، العظيم في مبادئه..
علمني أبي الكثير والكثير ، بل هو معلمي الأول،وملهمي الدائم ،حين أراد أن يغرس فينا مبادئه العظيمة، اختار أن يغرس فينا الإيمان العظيم بالله،ألا نخشى سوى الله، ولا نرجو إلا الله، و أننا متى كنا مع الله فلن نخيب، وأن علينا أن نكون صفًا واحدًا مهما تكدر صفو الحياة، ولأنه هو ..لم نكن صفًا واحدًا ، بل أصبحنا كلنا واحدًا.
لقد رأيتُ أبي في أيام الرخاء،وفي ليالي الضيق،مؤمنًا، ثابتًا عميق اليقين بربه، شاكرًا لمولاه، لم تزعزع ظروف الحياة إيمانه ، ولم تهز يقينه..
علمنا كيف نتجاوز الصعوبات، بالحب وكيف نعالج الأخطاء بالشجاعة، وكيف نصلح العيوب بالرحمة..
إنه أحمد.. أحمد الخلق .. أحمد السمعة..أحمد السيرة
وأنا ابنة أحمد.
افخروا بآبائكم، تباهوا بهم،اعذروا تقصيرهم،عبروا لهم عن حبكم،كونوا ممتنين دومًا أن كانوا آبائكم، فلولا الله ثم وجودهم لتحوّل بياض الكون كله لسواد معتم..
لماذا على البالغين قراءة أدب اليافعين؟
البعض قد يرى عنوان المقالة غايةً في السذاجة، ولكن بالفعل قراءة أدب اليافعين او الأطفال مفيد جدًا لفكر البالغين!.. في بعض الأحيان يحتاج المرء إلى