في المقعد الذي أمامي على متن الطائرة اليوم كان يجلس رجل أربعيني تقريباً مع زوجته ، تسند رأسها على كتفه مرة و يميل برأسه على رأسها مرة، يمسك كفها في الزحام للعبور كمن يُمسك عصفوراً صغيراً في كفه الدافئ ..
النظرات والضحكات في المقاعد المجاورة كانت تحيط بالمشهد ، الراكب إلى جانبي كان يهمس ( كفاية فهمنا ) !
يمكننا أن نمرر مشهد لعراك بسيط يحدث كفعل اعتيادي يومي ، بينما المشهد المليء بالرحمة والود والألفة لا يمر دون أن يتعجب الأشخاص حوله منه !
الحب أصبح غريبا حتى في أبسط مظاهره وهي اللطف بمجرد كون الرجل مهتما بزوجته التي تجلس إلى جواره أصبح الأمر ملفتاً وكأن الود عارٌ يجب مداراته !
وكأن الحب لا يمكنه أن يكون إلا خلف الأبواب المغلقة ، كل هذا الجفاف والتصحر العاطفي الذي يستوطن القلب للدرجة التي أصبح فيها مجرد اللطف مستهجناً غريباً ملفتاً ، حتى في إطاره المألوف والمتاح اجتماعياً ..
شيء عجيب ؛كيف نسخر من الحب ونتباهى بالقسوة ، كيف نمرر التصرفات الخشنة ونستهجن اللطيفة ونفكر مراراً تُرى ما الدافع الذي يقف خلفها ؟!
نفسر الابتسامة بألف تفسير ونطلق للتكشيرة عنان التحليق بيننا دون جدل ، إنسانيتنا التي تم العبث بها وتشويهها حتى دُس فيها ما ليس منها ، حتى تركناها على قارعة الطريق يعلق فيها كل ما يمر بها دون أن نقف للحظة واحدة نُجاهر فيها أنفسنا على الأقل بحقيقة ما تم التقاطه عنوة أو دون قصد ، تصفية تلك البرمجات أولاً بأول والمكوث طويلاً في حلقة الجهاد المستمرة هذه ، إعادة تدوير المبادئ وتقييمها هذا وحده ما يخلق منك إنساناً ، رفضك وقبولك منتهى الاختيار وغاية القدرية .. لا تترك أذنك تلتقط كل الأصوات دون فلترتها ، ولا تترك نفسك تركض في ميادين لا تشبهك فقط لأن الجميع يركض فيها !
لماذا على البالغين قراءة أدب اليافعين؟
البعض قد يرى عنوان المقالة غايةً في السذاجة، ولكن بالفعل قراءة أدب اليافعين او الأطفال مفيد جدًا لفكر البالغين!.. في بعض الأحيان يحتاج المرء إلى