قصيدة المساء

قصيدة المساء

حوطان سالم

هل یا مساء خذلتني ذاك المساء
أم أنه حظي تخاذل حینها
في حین أن بادلتها عهد الوفاء
والّا لذة للحیاة بدونها
هل یا تراه الحب أعلن حربه
وحاك لي في الغیب أسرار الخفاء
أم أنه البرهان للحب الشقي
وخیوطه البتراء تأبى الإكتفاء
ونهرنا للوُدّ جف وبعدما
قد حل بي منها صدودها والجفاء
أقبلت كي أسقي ورودًا قد بدت
أغصانها كم تختشي برد الشتاء
متدفئًا هل أنت یا قلبي الحزین
أم أنك المعلول ترتقب الشفاء
وجرحك الدامي یحاول جاهدًا
عجل الهروب مغادرا بحر الدماء
عبثًا تحاول أن یغیب خیالها
فكلما نادتك لبیت النداء
هي لیلة في العمر كانت وقتها
في الحاضرات كساؤُها أحلى كساء
فَوقفتُ في صمت وحین رأیتها
حدّثْتُها بالحب من باب الولاء
وقلت أنّي معجب بجمالها
واخترتها للعمر من بین النساء
فقاطعتني في حدیثي حولها
وقالت اصمت كف عن هذا الهراء
فأخذت في صمتي ثواني ثم قلت
لا تخذلني واصفحي عني رجاء
وارحمي قلبا تعلق نصفه
بالجاحضات الحور یا ذات البهاء
فها هو المغبون خاب رجاؤه
ونصفه الثاني یؤمل بالبقاء
فقالت الحسناء ماذا أرتجي
ممن حیاته للتكبد والشقاء
فأنت یا هذا تواكب عیشةً
فلستَ من ذا الجاه أو أهل الثراء
فقلت ما ذنبي وماهي حیلتي
أقدارنا في الرزق من رب السماء
فتلطفي في القول دون مذلة
ولترحمي حالي فقد عظم البلاء
فإذا بها وبكبریاء قد غدت
وكأنها الخیال في جنح الخلاء
وذكریاتي خانها توقیتها
فبكیتُ في نفسي وأبكیتُ البكاء
ولست أدري ما نهایة قصتي
لكنها ذهبت على أمل اللقاء

مشاركة

0 0 أصوات
تقييمات المقال
اشتراك
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
تقييمات مضمنة
عرض كل التعليقات

وكُتب في جَبَنَة أيضا

بلا هوية

تأملت والدته أن يكون عوضًا عن أخيه الذي مات، طمأنها والده حين ولادته أنه روح أخيه بعثت فيه وتشكلت في عينيه وأنفه الصغيرة، في طفولته، كان لا يختلط مع أحد، وجلَّ وقته بمفرده، كانوا يطلقون النكات عليه وأنه شبيه لأمن في هدوئها ، في الفصل، كانوا لا يسمعون صوته إلا حين يُسأل سؤالًا يعجزون عنه أقرانه من الأطفال، شيدوا له  أن ذكاءه يعود لوالده لأن العرق دساس، كبر وكبر معه والده، في عزائه، بصم الأهل والأقارب، أنه لا يختلف عن والده عدى بالنظارة التي يرتديها، من حينها وفي الجمعات والمناسبات هو أبو أبيه، لم يناده أحد باسمه، في شيخوخته، وجميع أبنائه وأبنائهم الذين يحملون اسماءهم، أخبروه أنه يشبه صوره والده المعلقة بالحائط بشكل لايصدق، ولكنه، هو وحده، مصدقًا، أنه يشبه كل شيء إلا نفسه.

هل أنت جاهز للنشر ؟

نرحب في جبنة بالكتاب المبدعين.. فقط اترك ايميلك وسيتم التواصل معك قريبا بإذن الله 

لقاءات حية
تدوين
رسائل مرئية
تجارب
لقاءات حية
تدوين
رسائل مرئية
تجارب

- جميع الحقوق محفوطة لمبادرة متكأ 2021©