تمضي الحياة بكل مافيها ، ونمرّ بها على أي حال كنّا، وتمرّ بنا على كل حال .
وعند كل منعطف تأخذ منا ما تأخذ، وتعلّمنا ما نحن على استعداد لتعلّمه وتمضي..
تجربة تحبطك، وأخرى تُثريك، وأخرى تعلّمك وهكذا..
لكنك توقف هذه الدورة دون أن تشعر ، توقف جريان الحياة دون إدراك منك؛ ظنًا أن هذا هو الصواب.
توقفها حين تختار أن تتوقف عند كل زلة، وتحاسب كل خطأ، وترفض الصفح عن أي هفوة.
توقفها حين تختار التدقيق على كل سلوك يصدره الآخر، وكأنه معصوم من الزلل.
تعتقد بتصرفك ذاك أنك تحمي نفسك من الأذى، وأن كرامتك المزعومة تأبى عليك غضّ الطرف، وستكون أكثر مكانة إن اتخذت موقفًا حاسمًا تجاه كل تصرف.
وبدلًا من أن تكون الإبرة جزءٌ ضئيل من هذا العالم ، تختار أنت أن ترى العالم من ثقب تلك الإبرة.
وبدلًا من أن ترى الصورة كاملة، تختار أن ترى الجزء القاتم جدًا منها.
حتى تأتي اللحظة التي يفجعك الموت، ويخطف شخص ما من حولك، دون أدنى استعداد منك لتلك اللحظة.
يتوقف الزمن لبرهة لتعيد ترتيب المشهد، وترى كم كنت تبالغ في تقدير الأمور، كم من الضحكات فوّت ، كم من الأفراح أضعت ، كم من التفاصيل الجميلة تجاهلت؛ لـ(وهم الكاريزما المزعومة ) ..
يرتّبك الموت.. يجعلك ترى كم أن الحياة هشّة جدًا، لاتستحق مانقدمه لها من أيامنا، من أفراحنا ، من أحبابنا أولئك الذين يخطئون كما نُخطئ، ويتمنون الصفح كما نفعل، ويستحقون العفو كما نستحق.
تهذّبك الفاجعة لتتعلم بأي منظور عليك أن ترى..
بأي منطق عليك أن تتعامل..
من أنت في هذه البقعة..!
يسحقك الندم على الكثير، ولكن كل ماعليك فعله أن تتأدب مع تصاريف الدهر، وتُظهر دومًا أنك مازلت تتعلم منها، وأنها مازالت تربّي فيك وتُهذّبك.
لماذا على البالغين قراءة أدب اليافعين؟
البعض قد يرى عنوان المقالة غايةً في السذاجة، ولكن بالفعل قراءة أدب اليافعين او الأطفال مفيد جدًا لفكر البالغين!.. في بعض الأحيان يحتاج المرء إلى
وصف راائع بكل أمانة ؛ يحمل حكمة تتطلب منا الجدية في مراجعة كثير من أساليب تعاملنا مع الغير و التخفيف من ردود فعلنا ، وعدم إعطاء الموقف أكبر من حجمه .