أقرب الكراسي إلى العزلة أكثرها قرباً من الحقيقة ، جين يجرك المقعد البعيد الخاوي إليه لتمكث فيه ما شاءت لك الساعات أن تمكث ، تمررك الساعات على الوجوه كعابر ، تلتقطك الأعين وتلتقط أنت الحكايات خلفها ، تلتقط ما خلف البسمة المسروقة ، وما وراء الضحكة المدوية .. ما الذي يحرك الحياة سوى الحكايات تلك التي تبتكر لها عند كل مطلع نهار فصلاً جديداً أو تلك التي قد تولد وتموت في ذات النهار !
شيء عجيب يحدث لنا يوميا دون أن ندرك أننا نخلع جلودنا القديمة ، نهدم أصناماً ونبني أخرى ، نتبنى أفكاراً وتلفظ أفكارنا السابقة أنفاسها الأخيرة ! نُصلي كل يوم وننسى قلوبنا خارج سجاداتنا الصغيرة ،
نهرب إلى المتاهة ذاتها ندور في حلقات مفرغة من الحيرة والتساؤلات عن ما يمكننا أن نُحدثه من فرق على هذه البقعة التي نحتلها ، عن الكرسي المشغول با نتظارات كاذبة ، عن كلماتنا التي نُسيت وكأنها سقطت من فم محتضر !
نبحث عن الخلود في الفوانيس التي انطفأت قبل جيل ، في ذاكرة ربطنا فيها مراجيح طفولتنا في عناق خاوٍ لا لون له ..
في خاتم فقد أحجاره وضاقت به الأصابع ، نتوهم الخلود بأوراقنا المتروكة أسماءنا في حواشيها ، ببصماتنا الخائفة وتواقيعنا المرتجفة بأمجادنا الكاذبة .. !
كل ما ننسجه ليحمينا ليصنع منا ذاتاً أخرى تنوب عنا يُسقطنا في هوة البحث الدائم وهذه لعنة أيضاً
المجد للزوايا الهادئة , للأصوات الخافتة , للعينين الدافئتين التي تبكي معانِقة ومُفارقة ، المجد للأبواب المتروكة على آخرها لما يأتي
للأقلام التي تهمس حرفها وتمضي دون أن تبحث عن مكبرات صوت لسطورها !
المجد لمن علم وغفل بكل ما علمه ، لكل من بقي إنساناً بقلبٍ رقيق رغم كل هذه الوحشية في الخارج ، لمن أبقى على نقاءه برغم كل المحاولات لتلوين هذا القلب الصغير وتزييفه ،
لماذا على البالغين قراءة أدب اليافعين؟
البعض قد يرى عنوان المقالة غايةً في السذاجة، ولكن بالفعل قراءة أدب اليافعين او الأطفال مفيد جدًا لفكر البالغين!.. في بعض الأحيان يحتاج المرء إلى