االنقد مصطلح يكتسب معناه مما يتعلق به فقد يكون نقدا فكريا أو أدبيا أو همجيا!!
نعم همجيا!! كثيرا ما نمارس التسلط باسم النقد وكثيرا ما نكبت الإبداع بدعوى النقد وكثيرا ما نسكت ونخرس عن قول حق بسطوة الألسن الناقدة الجارحة..
النقد بمعناه الإيجابي يتلمس جوانب التميز والإبداع والجمال في أي فكرة مطروحة ويبرزها ويحفزها ويركز على سبل تطويرها ثم بعد أن يستوفي هذا يقوم بتقويم الفكرة من داخل الفكرة حتى ليحس صاحب الفكرة أنها فكرته بالكامل وأنه أنجزها بشكل مقبول، إنني لا أقصد أن نطبطب على أكتاف بعضنا ونجامل دون أن نكون جديين في التعاطي مع الأمور، ولكني أقول لنكون بيئة محفزة للإبداع صانعة له. إن الناقد الحقيقي يتلمس الاحتياجات الإنسانية من تقدير للذات والرغبة في تحقيق التقدير الاجتماعي وهو مع ذلك يؤمن أن كل صاحب إبداع أو فكرة لم يأت بها إلا أن له نفس طموحة راغبة في التغيير، فيقوم بدوره النقدي بالتشجيع واستصلاح الفرد وتطويره..
وأقول إذا لم تكن لديك القدرة على النقد بالشكل الذي تطرقت له آنفا فإنك حين إذ تخرج من كونك ناقدا إلى كونك مشرط يمزق كل إبداع ويشرحه دون أن تكون لديك أدنى فكرة عن طريقة لملمته وتجميله واخراجه بشكل حسن فأنت قبحت من حيث أردت التحسين إن أحسنا بك الظن. إن النقد مهمة يجب معها استحضار المفاهيم الشعورية قبل العقلية المحضة، يجب أن تستحضر البعد التربوي قبل الأكاديمي، والتأثيرات النفسية قبل الانتصارات الذاتية وابراز ملكات النقد، واستحضار دور الاستصلاح قبل الإصلاح..
وأقول إن الكلمة مسؤلية عظيمة فقد تأد إبداعا أو تحرم مجتمعا من الإنتفاع بفكرة كانت واعدة فسحقت وهي لما تزل في أكمامها كل ذلك استعجال لنضوج الثمرة بغير وعي..