ومن لم يذق حر الهجير وفيحه
يرى الظل من أقسى عذاب جهنم
ومن لم يكابد في الهوى موت خله
يرى النوم عن ذا الخل قتل المتيم
وأنكى عذاب غدر خل بخله
وقد كان ذا شأن لديه معظم
وأفضل حب أوبة بعد غيبة
لدى عاشق صب ودود ومغرم
ومن عاش في أدنى الديار فإنه
يهاب صعود التل من دون سلم
وفي الناس مغوار ولكن عيبه
-ويكفيه-حمق وارتكاب المحرم
وكم من لئيم كنت تسقيه بلسما
إذا زرته يسقيك كأسا من الدم
وكم من كريم غيب الفقر جوده
فأصبح يطوي دون زاد أو مطعم
وليس أمير القوم من حاز كثرة
من المال إذ كم من غني مذمم
ولكن ذا التقوى أمير وتاجه
وضوح وقار واعتدال متمم
وليس جديد الشيء يبلي قديمه
وإلا فكم ماء أتى بعد زمزم
ولاترض أن تعلو بأمر محرم
فما رضي التأليه عيسى بن مريم
وللمرء في الدنيا مكوث محدد
ولابد من يوم الرحيل المحتم