نتعلم بالتراكم، نتطور به كذلك، وقد نتألم أيضًا..
فتراكم المشاعر غير المفهومة أو المؤذية، أو تلك التي لذنا بالفرار وتركناها هناك دون التعبير عنها، تنتج لنا ضغطًا رهيبًا قابلًا للانفجار في أي وقت.
ولكن هناك جانب آخر من القصة..
فللعمل التراكمي، وللخبرات المتوالية، فوائد لا تأتِ سوى بهذه الطريقة، متى طوّعناها، وسمحنا لها أن تدلنا على الطريق الصحيح.
فنحن نتعلم الكلمة حرفًا حرفًا، ونضع جملة بجانب جملة لنصف مشهدًا، أو نوصل رسالة، وكذلك الحياة فنحن نتعلمها تجربة تلو أخرى.
غالبًا ما يكون النجاح نتيجة لذلك التراكم، فالأصل أن يصنع التراكم الصحيّ خبرات تجعل من السهل معرفة الطريق المناسب، والتوقيت الأمثل، والأسلوب الأفضل، والخيار الأكثر فائدة.
فمتى آمنا بأن كل تجربة هي ملف ضروري في أرشيف الحياة لا يمكننا الوصول للتالي منها دون المرور بها، ومتى آمنا بأن كل تجربة تحمل درسًا هَامًّا يضع لنا نقاط حروف التجربة التالية، وحين ندرك أن تراكم تلك التجارب تصنع منّا أشخاصًا أكثر وعيًا وشمولية واتزانًا، واعترفنا بأن سلسلة المواقف والعلاقات والكلمات والظروف، كانت ترسم لنا الطريق لا ترسمه بنا، حينها فقط سنشعر في خضم كل تجربة بحجم أهميتها، وضرورتها، وسنعمل دائمًا أن نستفيد منها بكل قوة، بدلًا من الانتظار حتى تمضي، أو التذمر من توقيتها، أو من وجودها بالأصل.
وتذكّر أن الخطوة الثقيلة التي تصنع أثرًا، تخبرك أنك مررتَ من هنا بقوة، تخبرك أين وصلت، وأيّ الطرق عليك أن تسلك لتستمر الرحلة.
أنت تتعلم بالتراكم ما لن تتعلمه بسواه..
تراكماتك تصنع منك شخصًا لا يشبه الآخرين، فاعمل أن توجّهها لتحقق الغاية منها، فتجربة صغيرة اليوم تلو تجربة أخرى، تصنع جبلًا راسخًا من الخبرات لا يتزحزح.
لماذا على البالغين قراءة أدب اليافعين؟
البعض قد يرى عنوان المقالة غايةً في السذاجة، ولكن بالفعل قراءة أدب اليافعين او الأطفال مفيد جدًا لفكر البالغين!.. في بعض الأحيان يحتاج المرء إلى