” كلما ازددتُ علمًا ، ازددتُ علمًا بجهلي”
مقولة مأثورة يتلخص فيها كل ما يجب علينا فعله تجاه المعرفة التي نكتسبها، أيًا كان مصدرها وشكلها.
أن تتواضع للعلم: أن تشعر بحجم جهلك عند كل معلومة، أن تراه عالمًا واسعًا لم تبلغ فيه شيء، أن تصغر نفسك أمام كل ما يحويه ، إنه لبّ المعرفة، وحقيقة العارف و المتعلم التي ينبغي أن يكون عليها.
إن المعرفة دون الوعي بها ، بقدرها، دون تثمينها، وإنزالها منزلتها،دون الرغبة في الاستزادة منها، دون البحث عن غاياتها ، دون العمل بالنافع منها، هو جهل محض.
وإلا فما الفائدة من معرفة لا تنفعك، ولا ترفعك، ولا تهذبك بل تهوي بك في وادي العجب والغرور.
أن تقرأ كتابًا لا يعني أنك مثقف، أن تجوب العالم وتتعرف على ثقافته لا يعني أنك عالم، أن تكتب كل يوم لا يعني أنك مؤثر، الثقافة سلوك، والتأثير فعل، والعلم يتجلى في العمل.
علمك عندي بما يظهره سلوكك، ورقي فكرك بما أراه من خلقك، ومعرفتك تقاس بمدى تواضعك.
مهّد بمعرفتك طريق الآخرين، تواضع لهم ، أخبرهم أن الفرص تأتي دومًا، وأن الحياة مازالت تحمل الكثير من الجمال، علّمهم ما ينفعهم ، اصنع من علمك أثرًا لا يُمحى ، تخلّق بخُلق المتعلمين ، العلم أحسن إليك فإياك أن تسيء لذاتك، والعلم رفعك فلا ترمي بنفسك في حضيض العُجب، والعلم زرع فيك خُلقًا رفيعًا ، فكن فواحًا بكل طيب..
تأكّد لا يمكن للعلم أن يصنع منك مغرورًا، هو الجهل من يفعل؛ لأن أول الأركان العلم أن تتأدب له.
وَ قد قيل ( كلّما كبرت السنبلة انحنت ، وكلّما تعمّق العالِم تواضَع ) .