إن التأمل في المخلوقات، في الناس من حولنا ، في الكلمات التي تمرّ أسماعنا ، في العقبات كذلك ، والتدبر في زوايا الجمال فيها لهو دواء عظيم لكل ما يخالج النفس من ألم وضيق ..
جُبل الإنسان منّا على حب الجمال لكن نشأته، وفكرته وسلوكه، والعديد من الظروف حوله كوّنت مسارًا في عقله وأصبح يركز الأغلب منا على ماينقصه، مايجرحه، مايؤلمه متجاهلًا كل جميل يمر في يومه..
إن كوب ماء صافٍ، بارد على عطش لهو بحد ذاته جمال متناهٍ يغمرك باللذة والسعادة..
تلك المسؤوليات التي تضجر منها زاخرة بالجمال .. سعيك في حاجة أهلك، وقوفك مع صديقك،سهرك للمذاكرة،
مرافقتك لمريض، …. كلها تفاصيل تحمل في طياتها الجمال متى اخترت أن ترى ذلك.
قد كان بالإمكان ألا تكون مرافق ذلك المريض، لكن ابتسامة واحدة ترسمها على وجهه كفيلة بأن تمنحك الرضا دهرًا، و قد كان بالإمكان ألا تكون ذلك الصديق الذي يستند عليه صديقه ولكن في هذا رضا عظيم لن تبلغه إلا من هنا..وقس على ذلك كل شيء.
حين تختار أن ترى تلك الزاوية من الأمور، وأقصد الزاوية المضيئة، ستتغير نظرتك لكل شيء، ابتداء بطريقة تعاملك مع تفاصيل يومك الخاصة مرورًا بجمال تبثه فيمن حولك وانتهاءً بـ.. ( عفوًا فليس للجمال نهاية).
الجمال يمنحك المزيد دومًا ومتى تخليت عنه تخليت عن أقوى نقاط ثباتك ورسوخك.
تعاطيك مع الجمال ينعكس عليك أولًا وتتلون فيك كل الصور القاتمة التي كانت.. وتكتسي التفاصيل ثوبًا من الورد يفوح عبيره حتى يعمّ المدى.
لا تتجاهل كلمة جميلة مرت بك بل عشها بكل ما أوتيت فأنت بها تستطيع أن تحظى بيوم جميل، وتمنح من حولك يومًا فائق الجمال..
ومن هنا أقول لك صباحك سعيد يملؤه الجمال..🤍