حين تطفو الأجزاء الذابلة منك على سطح الوقت تزف إليك خبر وفاة تفاصيل كنت تظنها حية فيك
الأغنية القديمة ذاتها لكنها هذه المرة أصبحت غير قادرة على جذب اهتمامك كما يجب ، نوع الشكولاتة المفضل لديك لم يعد كذلك
صخب القرية المسائي ، المناسبات الاجتماعية التي تعج بالنميمة والضجيج
الكثير من اللقاءات المتكررة أصبحت باهتة لدرجة تجعلها تسقط من رفوف مواعيدك الفارغة
الجزء الذي يكترث فيك لكل ذلك لم يعد يكترث ببساطة .. جزء من أوراقك أصبح مصفراً فتساقط على جانبي هذا الدرب فدهسْته ومضيت
كما يفعل أيلول بورق الشجر كما تفعل فيروز حين تسقطنا في مغبة الحنين حين تقول ( رجع أيلول وإنت بعيد )
لكن في ذلك الخريف يكمن سر استدلالك على مورد سقايتك لذاتك ربما أو معرفتك بأغصانك الصلبة والمهترئة منها ..
تتطور لديك القدرة على مداواة نفسك والتوقف عن اجترار جراحك
تتخلص من بقايا ذاكرة قديمة وآثار الجراح التي لم تكن تعلم أنها ستندمل يوماً ، تتغلل فيك الهشاشة بصورة عذبة ومتجذرة وموقنة بحتمية المصير مما يجعل في ذلك قوة ما كنت تجهل مخبأها فيك
قبولك لهذا الشتات وكأنك اخترته بنفسك وكأنك تعرف يقينا أنك ستجتازه أيضاً
سيسقط عنك يوماً ، وتستبدل أجزائك الأحب بأخرى
شيء ما تغير فيك أو تم استهلاكه شيء ما تم فناءه بالتقادم دون أن تعرف ذلك
تفتح خزانة الملابس وتنحي اللون البنفسجي جانباً ودون تردد لتتساءل كيف كان هذا لوني المفضل سابقاً ؟ كيف كنت مولعاً برائحة العطر الغريب هذا ؟
ومع قطع القماش
وقوارير العطر وأصناف طعامك التي كنت تحب وأماكنك التي كنت تهفو إليها وكل ما غادرك وغادرته رغماً عنك أو بإرادتك
تسكب جزءًا منك في أواني العمر الماضي وتفرغ مكاناً لتفاصيل أخرى قد تسقط هي أيضاً بعد مدة كورق الخريف .
لماذا على البالغين قراءة أدب اليافعين؟
البعض قد يرى عنوان المقالة غايةً في السذاجة، ولكن بالفعل قراءة أدب اليافعين او الأطفال مفيد جدًا لفكر البالغين!.. في بعض الأحيان يحتاج المرء إلى