تُجمع الثقافات والعلوم بل والأديان ، وجميع المختصين والمهتمين بالتنمية البشرية، والصحة النفسية، وتطوير الذات، على أن أهم وأقوى الصفات التي تمنح النفس قوة، وإيجابية، وثباتًا، وتأثيرًا هي: صفة العطاء.
أن تكون معطاءً أي أن تكون مؤثرًا حقيقيًا.
فالنفس جُبلت على حب الأخذ والامتلاك، وعلى تلقي الاهتمام بكافة أشكاله، لذا كان العطاء شكلًا من أشكال القوة ؛ لأنه ينمّ عن نفس تم تقويمها ، وتهذيبها ، وتربيتها على هذا الخُلق.
أن تختار صناعة الفرح، والسعادة، والتأثير في الآخر ، بدلًا من تلقي ذلك، لهو حتمًا دلالة واضحة على ثقة عالية بالنفس، وقدرة على ضبط الدوافع الأنانية.
ولا شرط للعطاء ، فإن كنت ذا منطوق زاهٍ فامنح كلماتك العطرة، وإن كنت ذا مال فامنح مما فتح به الله عليك، وإن كنت ذا ملكة كتابية فلا تتردد في رسم الكلمة.
هب مما أوتيت يهبك المولى أضعافًا، وتمنحك الحياة قوة، وتصنع بعطاياك أثرًا عميقًا.
وبالحديث عن الأثر فإن للرسائل الورقية ميزة خاصة، ولون خاص، ونكهة خاصة، تتفرد بها عما سواها، بل هي من أعذب العطايا على الإطلاق.
تحمل بين سطورها لغة أخرى غير مكتوبة، تحمل بين حروفها نبضًا يزداد تارة عند كلمة ، و يعود تارة عند كلمة ، ويبقى مترددًا عند أخرى..
بل وأجملها ما كان على غير موعد، وبلا مناسبة، كل الغرض منها أن يبتهج قارئها و يسعد..
(صدقني لا أعز من ابتسامة ترسمها على وجه أحدهم يذكرك بها زمنًا طويلًا..)
ابدؤوا بالأقربين فهم أولى الناس بعطائكم،ثم انطلقوا حتى يصبح العطاء جزءًا منكم، وطريقة لحياتكم..
فلا لذة تشبهه، ولا حدّ للرضا العائد منه..
ابعثوا برسائلكم إليهم واختبروا شعور السعادة الهائل.
لماذا على البالغين قراءة أدب اليافعين؟
البعض قد يرى عنوان المقالة غايةً في السذاجة، ولكن بالفعل قراءة أدب اليافعين او الأطفال مفيد جدًا لفكر البالغين!.. في بعض الأحيان يحتاج المرء إلى