آهٍ فــكــيـفَ ســـأبــدأُ الـكـلـمـاتِ
وبــداخـلـي غــــمٌّ مــــن الآهـــاتِ
يـا كـلَّ أشـجاري أتـيتُ لأشـتكي
هـزِّي جـذوعَكِ واسمعي أصواتي
وإذا رأيـتِ الـدمعَ يـسبقُ أحرفي
فـهـنـاك أســـرارٌ تــلـي دمـعـاتي
الـقـاتُ سـيـفٌ قـاتلٌ فـي أرضـنا
مــتـحـجِّبٌ بــالـنـبْـتِ والــتــرْبـات
عــبــثٌ وتـشـتـيتٌ وفــرقـةُ أســـرةٍ
وبــلا فـوائـدَ غـيـر مـحْـقِ الــذاتِ
والـضـغطُ عــالٍ والـعـقولُ تـدمَّرت
والـقـلب يـشـكو كَـثـرةَ الـضـرباتِ
والــفـاهُ مـسـكـينٌ تـقـطَّع وانـثـنى
مــــا ذنــبــه يـتـحـملُ الـقـرْحـاتِ؟
والاقـتـصـادُ تـحـطَّـمت صـفـقـاتهِ
والــربـحُ لا يُـعـطى لـغـير الـقـاتِ
والـصـوتُ نــادى بـالأذانِ وصـوتِهِ
تــركَ الـصـلاةَ وأكـمـلَ الـسـهراتِ
والــنـوم فـــي أرقٍ وسُــهـدٍ دائــمٍ
أو فـــي سُــبـاتٍ يُـفـسدُ الـلـذاتِ
حـتـى الـنـشاطَ إذا أتــاكَ بـوقـتهِ
يــأتـي الـخـمـولُ بـقـيـةَ الأوقــاتِ
ســتـرى بـأنـي قــد أبـالـغُ ربـمـا
لــكـن أكـــل الـقـاتِ ؛ قـتـلٌ آتــي
كذبوا بــأن به الحيـاةُ سعيــدةٌ
وتـحـايـلوا واسـتـنـزفوا الـطـاقـاتِ
هــو لـيـس شـيئًا يـنتهي بـختامهِ
بــل مــن ضـياعكَ يـدركُ الـغاياتِ
عـجَـبًـا لــعـودِ الـقـاتِ لا أيــدٍ لــه
لــــكــــنــــه أوداكَ لـــلـــمـــأســاةِ
ورأيــتـهُ يـسـعـى لـهـدمـكَ دائـمًـا
ورضـيـتَ أن تـحـيا مـع الـظلْماتِ
فــكِّـر بـعـقلك مــا الـعـوائدُ بـعـدهُ
لا تـقـضِ عـمرك تـلحق الـشهواتِ
ودع الأمـــور تـسـير دون عـوائـقٍ
وارضِ الإلـــه لـتـكـسبَ الـجـنَّـاتِ
يا رب كن في عون كل من ابتلي
واجــعــل صـحـائـفـهم بـــلا زلَّاتِ
وأنِــر بـصـيرتهم وبــارك سـعـيهم
واحـرق جـذوع القاتِ قبل القاتِ!