كم يعتري رؤيتنا الضباب؟
كم مرة ظننا أننا نرى جيدًا و نحكم جيدًا بينما كان الضباب يعيق الرؤية؟
كم انخدعنا بما نرى ونسينا أن ننتبه لما لم نره بعد ؟
هل انتظرت انقشاع الضباب قبل أن تصدر حكمك على فعل أو شخص ؟
لماذا نثق دومًا في رؤيتنا وزوايانا وأحكامنا ولا نفترض أن الضباب هناك ؟
يميل المرء دومًا لتصديق فكرته ويرى من خلالها الأحداث والأشخاص والمواقف..
و للأسف الأغلب لا يعمل على تجديد أفكاره، و تنويع مصادر معرفته ، و تطوير ذاته ، والبعد عن إصدار الأحكام .
بل أن الأغلب أصبح الحكم على الناس مهنته التي لا ينفك عنها ، فيحكم على هذا، ويصنف ذاك و يقصي آخر وهكذا ..
و بغض النظر عن عدم أحقية إنسان في الحكم على آخر نجد هؤلاء يتمادون في فعلهم دون أن يقف أحد ليقول: كفى..توقفوا هنا .
والسؤال .. ماذا لو حاولنا افتراض أن الضباب يغطي الموقف؟ ماذا لو افترضنا أن الضباب كثيف كثيف جدًا لدرجة أننا اضطررنا للتوقف ؟
ماذا لو توقفنا عن إصدار الأحكام على الآخر وبدلًا منها خلقنا له الأعذار ؟
ماذا لو منحناه من العذر نصف ما نمنح لأنفسنا ؟
ماذا لو توقفنا عن الحكم والتصنيف ومنحنا الآخر فرصة التوضيح و التبرير ؟
ماذا لو لم نضطره للتبرير أصلًا ؟
ماذا لو انشغلنا بأنفسنا بدلًا من انتظار هفوات الناس وإنزال أقسى الأحكام عليهم ؟
و أخيرًا .. ماذا لو انتظرت انقشاع الضباب ؟؟!!