ماذا لو اكتمل لنا كل شيء ؟!
المال الوفير ..العافية التامة الأبدية.. المهنة الأحب.. المنزل المفضل.. المركبة الأجمل ..
ماذا بعد ؟؟!
كيف سنمضي الليالي بلا هدف ؟
كيف سيكون شكل الأيام الخالية من الشغف ؟
كيف سيمضي العمر بلا طموح ؟
كيف سنحيا دون انتظار خبر سار ..دون ترقّب؟
دون انتظار القبول في وظيفة ؟ أو الفوز بجائزة ؟ أو خبر شفاء من نحب ؟ أو فرصة بناء منزل الحلم طوبة طوبة ؟!
ماذا لو تمت الأمور جميعها كما نحب و دون عناء
في ماذا سيكون السعي ؟ ولماذا؟
ستتحول الحياة إلى سكون ، حياة لا حياة فيها ..
لا يحركها الأمل، لا تدفعها الرغبة ، ولا تصل بنا إلى مكان. خالية من الجهد، خالية من البذل، خالية من كل ما يكون له معنى..
لذا كان النقص فضيلة، نعمل، ونسعى، ونتمنى، ونرغب ونهوى، ونبذل ..
نسعى للعمل، نتمنى المسكن، نحلم بتلك المركبة، نفرح بالشفاء ،نتبادل الأمنيات، ونحلق بالطموح ،نحلم ثم نحلم ثم نحلم .. ونعمل بكل جهد لتحقيق أحلامنا، تغمرنا لذة المغامرة، تدفعنا رغبة الوصول، نطير فرحًا بالإنجاز، وتدفعنا الخطوة الفاشلة لنجاح باهر ..
نمسك هواتفنا بانتظار رسالة، نطرق الأبواب بحثًا عن الأمل نرفع الأكفّ يقينًا بالجواب.. نعمل بكل حب، نستريح بعد التعب، ويحفّنا الرضا عند البلوغ، ويكون للنقص فضيلة. ‏استشعر لذة النقص فهي ما يمنح أيامك ذلك اللون البهي..