لا أعرف لِم تبقَ اللحظات القديمة خالدة في ذاكرتي على هيئة ندبة لا تُشْفَى ..
لِمَ لا تكون حديقة مثلاً !
أو بحيرة صغيرة أشرب منها كلما عطشت ، كلما جففت عروقي الحياة
لِمَ لا تبقى اللحظة مجمَّدة كما هي بسعادتها تلك بشغبها بشغفها ، بجنونها بألوانها المتمردة على قوس قزح
لِمَ لا تُدفن فِيّ على هيئة ليلة مقمرة كلما اشتقتُ إليها ابتلعتُ البدر في صدري فأضاء لي ما بين حاجبيّ ورئتيّ ؟
لِمَ تهرب اللحظة أصلاً أو تتشكل ؟
لِمَ لا تموت وتنساب من فم الوقت ولا يبقى لها أثر فنعيد تكوينها من جديد كلما سمحت الفرصة
لِمَ لا نفقد ذاكرة السعادة بشكل منتظم لنستطيع استردادها والانغماس فيها بسذاجتنا الأولى ، أو ليتنا نمسك مقاعد الحاضر حتى لا نسافر إلى ذاكرة الليالي البعيدة أيّاً كان ما تحمله سروراً كان أم وجعاً
تلك اللحظات التي تهرب ككومة رمل من بين أصابعي لا أكاد أضع قدمي على أعتابها حتى أفقدها !
تلك الثواني التي تهرول في صحراء الماضي وتسرق مني مجد اللحظة الحالية
سحر الماضي الذي يهرب منا ونهرب إليه
الأيام التي نسمح لها بكل رحابة صدر أن ترحل ثم نختزلها في أرواحنا كجزء منا
كوجه خلفي يحمل من ملامحنا مالا نبديه ، تاريخ يتحدث عن أعتى صراعاتنا بصمت
وطاولة بكرسيين متجاورين منسية في أقصى متاهات الذاكرة منثور عليها الورد والأحاديث
متروكة عليها الأغنيات والأمنيات وبقايا الكفوف
تتعرى الظنون ويتوسل الحنين وتهرب اللحظة ولا يبقى منها سوى بقايا العطر وصوت أغنية عتيقة لا تتوقف أبداً ..
لماذا على البالغين قراءة أدب اليافعين؟
البعض قد يرى عنوان المقالة غايةً في السذاجة، ولكن بالفعل قراءة أدب اليافعين او الأطفال مفيد جدًا لفكر البالغين!.. في بعض الأحيان يحتاج المرء إلى