(بغداد) هذا أنا ، و الحزن يأكلني
على زمانٍ تولى عنك .. وا أسفا
للتائهين الحَيارى كنت بوصلةً
و حضن أُمٍّ لمن وافاك مُرتجِفا
يا منبع الحرف ، يا نهر الفرات إذا
تصحّرَت جنبات الأرض .. ما وقفا
غنّت عليك طيور الفجر باسمةً
و في ضفافك حزن السائرين غفى
يا ( شارع المتنبي ) ها أنا أسِفٌ
حتى و إن لم يصلْك الصوت و الأسفا
نزفتُ حرفاً على أعتاب شارعكم
( للآن نزفي فوق السطر ما نشفا )
و ناولتني (نخيل) الأمس ذاكرةً
كانت تُطلُّ على أحلامنا (سَعفا)
عذوق حلم تدلّت و هي شامخة
و نحنُ نأخذُ (بَهْو العمر) مُنعَطَفا
من بهجة الغيم تَلقى الأرض ضحكتها
و من (عراق) الهوى نستمطر الشّغَفا
أقول هذا و لم أنعَم برؤيتها
فكيف من يسكن ( الأنبار و النجَفا) ؟!!