أكتب لأنني بلا سند بعد أن مات أبي
وبلا حُضن بعد أن كبُرت أمي
أكتب لأنني بلا دراجة بعد أن كسرتها ابنة جاري ، وبلا عصفور بعد أن مات في نفس هذا الوقت من العام الماضي ، وبلا كتاب أعيد قراءته بعد أن أهديت مكتبتي
أكتب لأنني مازلت أرى :
قبر أبي وجدي وجدتي وخلود والخالة التي كانت تعيدني إلى المنزل عندما أمرض في المدرسة .. والكثير الذين أرى قبورهم بصدري
أكتب لأن قلبي الكبير لم يعد يحتمل إلا لبساطتي وفرحي وما دون ذلك أرميه على أوراقي
أكتب لأنك .. و لأنكِ .. ولأنكم .. بعيدون كل البعد عني لأنكم ما عدتم أنتم بالنسبة لي ..
أكتب لأنني ما عدتُ أني ..
ما عدتُ أسمع صوتي ..
ابعثر كل حروفي وكلماتي وعيوبي وضحكاتي وأفراحي وحماقاتي على أمل أن أنسى:
أن انساكم
او انسى حبكم
او محاسنكم
او سيئاتكم
او طريقة رحيلكم
أو توقيت موتكم
أن انسى شيئا واحدا على الأقل يتعلق بكم … لكنني أفشل , وأعيد الكرَة مره ومرتين وعشرين , دون أن يتحقق ما أريد ودون أن أتوب
أكتب لأنني بلا دمع بعد أن فاضت أوديتي
وبلا قرار بعد أن أفلتُ كل الأمور من يدي
أكتب لأنني قد تربعت على
” مكاتبي مشاريعي أعمالي مبادراتي “
التي تسلل الفشل إلى أغلبها ..
وها أنا الآن اتربع على عيادتي وأن كان الفشل في طريقة إليها فصدقوني أنها ليست محل فخري .. !
فخري الوحيد هو :
أنني خلال تربعي قد رأيت ما رأيت ..
المنجزين المنحطين
المفكرين المتسللين
الأغبياء الواثقين
الأذكياء المترددين
والجميلين الفارغين
و القبيحين المغلفين
والمراقبين عن بعد دون حراك ! هل هم محبين أم كارهين ؟ لا أعلم
.
.
.
” طابت أوقاتكم أيها الجمع المتنامي أمامي , هل تروني بوضوح كما أراكم أنا ؟ “
أيها الجمع أقول لكم باختصار استهتاري و أنا سيدة الاستهتار أحيانا :
أن كنتم تعرفونني بناءا على كلماتي وكتاباتي ومحاولاتي ولباقتي فأنتم تجهلونني حقا .
كلماتك لها وقع مؤثر ودائما تلامس مشاعر معينه فينا
ايضا [ أنا سيدة الاستهتار أحيانا ] اعتقد دليل على ثقتك أو عدم اهتمامك لاحكام الناس
انتي كاتبة مثقفه واتوقع لو تجربين كتابة الرواية راح تكون حريقة
فين ممكن نحصل بقية بارتات , ملء كل شيء