أنني مُثقلة الكاهل يا أبي وملزمة بالكتابة أكثر
من ما مضى ، فأنا الآن لم أعد أكتب عن حزني وظروفي و حياتي الخاصة فقط وأنما ملزمة بالكتابة أيضا عن حزننا وظروفنا جميعا بعد رحيلك ، إنهُ عمل بلا نهاية تقريبا .
فأنا سأكتب وأنت ستقراء كما جرت العادة في حياتك أو أن أحدًا ما أو شيئًا ما يُقرؤك عنا وهو الإحتمال الأرجح .
فأمي يا أبي تُعاني من سوء في التعايش ويبدو عليها ملامح الهزل الشديد من بعدك ، لقد وضعتنا في مسؤولية قَسْرية عندما اختفيت فجأة من صورة العائلة الجماعية و ألزمتنا بالتقرب من بعضنا أكثر واحتضان كُلا منا للأخر ؛ حتى لا تلاحظ أمي فراغ غيابك .. ولكنْ ماذا عن صوركم الثُنائية التي ظلت أمي وحيدة بها من بعدك ؟!
- صورة وأمي تصبغ أظافرها بجانبك ثم أختفيت وشاخت أصابع أمي بلون السواد ذاته .
- صورة وأنتما تقفان معًا أمام ممر الأشجار ثم أختفيت وظلت أمي ترعى الأشجار ، اعتقادًا منها بأنك تختبئ خلف واحدة .
- صورة وأنتما تتشاركان الضحك ثم أختفيت وظلت أمي تحتفظ بضحكتها دون أي معنى ، خوفا من أن تعود وهي قاطبة .
وصور كثيرة ياأبي ، تظهر أمي واقفة بها وهو على أية حال أفضل وضع للأنتظار ، فكيف سنستطيع أن نملأ فراغ غيابك ! أو أن نُقنعها بالجلوس من بعدك ؟ …..
الفقد صعب لكن الاجمل في روحك تحي شخص ليس في الوجود ولكن استشعار ما تعبرين من اجله يظهر صدق احساسك له في كل حرف
ابدعت اناملك وصدقت شعورك
محبتك فاطمه حنتول 🤍