لقد توصلنا إلى اختلاف وحيد وبسيط جدا بين وقوف أمي وتمدد أبي فكلاهما يكون الجسد بموضع اسْتِقامة غير أن الوقوف اسْتِقامة طويلة بينما التمدد اسْتِقامة عرضية .
وهذا يعني أن وقوف أمي هو اسْتِعداد تام لعودة أبي بينما يتمدد أبي لعدم دهشته في أي شيء يدفعه إلى العودة إلى الحياة .. ونحن نقف عند شعرة الاختلاف الدقيقة هذه ، فلا نَحْنُ أحياء لنجلس ولا نَحْنُ أموات لنتمدد داخل كَفن .
فلقد كُنا نعرف أَنْ الحزن من شِيم الإنسان وبعد أَنْ رحلت يا أبي بُتنا نعرف أَنْ المعاناة من شِيم الأيتام ، فإن كان بوسعنا تجاوز فاجعة رحِيلك فلن يحدث هذا على المدى القريب بِكل تأكيد وإلى أن يحدث ذلك سنظل نلاحق صورك بلا طائل .
أما بالنسبة لمستجداتي فأنا لستُ عالية القوة كما كُنت تقول ! وليس لدي من الذكاء والفهم ما يكفي لمجاراة هذه الحياة .
فلقد جَعلتُ الكثير يعرفون أنني لا أعتمد على مظهري وسيعرفون لاحقا أنني أسير واثقة لأنهُ ما من أحد سيعرفني بملابسي البسيطة ولا بعبائتي العادية ولا بحذائي الخالي من الربطات المتكلفة .. ربما سيميزونني من أشياء اكثر معنى و اكبر عمقا وربما لن يستطيعوا .
والحَقّ أنني لا اجهل أَنْ بي من العيوب الكثير والحَقّ أيضا أنني لم اعالجها ولا افكر .. ولا اهتمّ بذلك .
- وأنت يا أبي .. وأنت أيها القارئ لا تهتم أيضا
” المهم أن النفوس نياتها طيبة “
ولستُ على اسْتِعداد لأن احدثكم أو احدث أي أحد كان عن محاسني أو إنجازاتي وهو ماقد لا يحدث أطلقا لكنني ؛ أستطيع أَنْ اجلس ساعات قليلة بجواركم وسوف تعرفون أنني جيدة وأنني أحاول على الأقل ….
🦋 حرفك رائع و يفوح منه عبق الحنين