28/ربيع اول /1443
10:32 م
حزن غريب يا أمي !
حزن قامع وهادئ ..
يمزق الأشياء الجميلة
لا يصرخ ..
متسلل ليس لهُ صوت
لا يحطم ..
ينساب على روحي بمكر
ينزل في الليل ويغسل أثاره في النهار
كنت ومازلت أراه !
لماذا لا يستأذنني هذا الحزن النديم يا أمي ؟
****
أريده أن يستأذنني لأرتاح وليس لأنام ..
فالشيء الأسوأ هو ليس عدم قدرتي على النوم ليلا , بل وقتي الذي أمضيه
و أنا أنظر للساعة و الأقلام الملونة و الألعاب التي تملؤ غرفتي مع الصناديق
المفككة التي أحاول أغلاقها كل يوم لكنها تفضّل العبث معي .
أشياء كثيرة حولي تحاول تذكيري بالمركز الذي فتحناه في قريتي
لكن الشوارع الخضراء بها هي من وقفت حيال ذلك لأنهم ؛ يريدونها سوداء ..
أو بمكتبة الألوان التي يريدونها ذات لون وحيد … أو بالدسائس التي جعلت
من جهودنا الكبيرة مجرد ذكرى !
على وجه الكآبة الحنين يسكن كل الأشياء في غرفتي
على وجه الفخر لقد فعلت أشياء عظيمة لم يسبقوني إليها
وعلى وجه السعادة وحدهم الأطفال من يستطيعون تذكري
وعلى وجه التجربة انتهى بنا الأمر إلى معرفة ” أن أسوأ أعدائنا هم من كانوا أصدقائنا “
على وجه الحاضر وهذه اللحظة بالتحديد ؛ تأكدت أن الكمال لا يعني الخلود وأن انتهاء
الأشياء لا يعني موتها .
-حسنا على شرف هذه الذكريات وبقلب عصي أقول لكم :
أنا وأنتم سنبقى أصدقاء .. سأكبر أنا بسلام وستكبرون أنتم بقلوب مرتعشة من ديني
الذي سيقوم بتسديده أشخاص آخرين .. ستبقون أنتم هنا في قلبي ,هذا بالنسبة لي
لأنني من طينة بالغة النزاهة أمنح الأماكن لأصحابها كما تمنح لي دائما ” في أقصى حدود القلب”
هذا بالنسبة لمكانتكم عندي .. أما بالنسبة للأخرين فيمكنني الإحساس بحدود مكانتكم لديهم
” كربطة صغيرة في الحذاء ” .