إنني اعرف ما أقول و أن كُنت سأندم عليه لاحقا فأنا الآن راضية عنه وأشد اندفاعا و اشد
تحديا وصدقا إلى حدود لا تطاق …
شيئا لي لا يعني شيئا لأحد .. وعلى أية حال فمشاعركم المنزعجة حيال كلامي السابق
ماهي إلا ردة فعل طبيعية لصدمة هائلة تحدث للجميع عندما ؛ يجدون بين السطور
حقيقة تلامسهم من بعيد أو من قريب ..
وبنبرة ضاحكة اعترف لكم بأنني لم أكن اقصد أُناس بعينهم لكن حساسية البعض الزائدة
بلغت حد الشفقة ، ومن هنا يمكنني الإشارة إلى المثل الشهير :
” إلّي على رأسه بطحه يحسس عليها “
وفي كل الأحوال سواء قصدناهم أو لم نقصدهم فالنتيجة واحدة وهي – أنهم متنكرون
وأنهم ضدنا وضد أنفسهم في نهاية المطاف – لأنهم لا يتمتعون بحس سليم تجاه العلاقات
الاجتماعية وحتى الذاتية وليس لديهم أدنى عـلاقة بالشرف والفضيلـة وهو مايفشلون به دائما .
لقد بلغ اشمئزازي منهم حده .. وحفر غددي ومعدتي و قيلوني وعضلاتي .. فأنا أتجاوز حدود
مكانتي الرفيعة و أخلاقي الفاضلة حين أتحدث عنهم .. ولكن يَتحتم علي رسم صورة تقريبية لكم
.. وإن كانت أقل بشاعة من حقيقتهم إلا أنها ستنبهكم بشكل أو بأخر ..
عليّ أن أتماسك الآن و أتوقف عند هذا القدر من حديثي عن هذا الصنف الرخيص ؛ لأنني
مطالبة بأمور كثيرة أحدثكم عنها .. أعني أنني لم أتجاوز الثلاثة عقود في هذه الحياة ومع ذلك
لا أجد مشقة كبيرة في الحديث عن مواضيع كثيرة خاصة إن كانت تحمل العديد من المفاجآت ..
كالجشع أو الخداع أو الغيرة أو الخيانة أو السرقة أو التخلي والكثير من الأمور التي إن حدثت لنا
لا تعني أنها نهاية العالم فقد نمر منها بسلام .. ونخرج منها أيضا بدرس جيد من هذه الحياة وهو :
” أن لكل شيء تبعات ومثل تلك الأمور التي ذكرتها لا تقع فجأة بل تستغرق وقتا طويلا ولا بد
أن يظهر لها بوادر .. قد تنقص هذه البوادر في يوم وتتكاثر في مواسم و تتجدد في أخرى .. وبعد
أن يصبح الفأس في الرأس تماما .. نستجمع أفكارنا كلها ونتكلم بصراحة مع طيبتنا أو سذاجتنا أو
غبائنا .. أو لنسميها ما نشاء بأسماء تخفف من وطأة الصدمة قليلا : لاتثق بأحد .. أرفع سقف توقعاتك
.. و توقع كل شيء .. فلا شيء يبقى للأبد “
في الناس دروس كثيرة و للحياة دروس أكثر – لكن أصدق درس بالنسبة لي ( لا شيء يبقى للأبد ) .