حسنا جدا..
لقد تركتُ جملة مماثلة للجملة التي كانت عنوانا لإصداري الأول ” ميتة المخلصين “
وإنني أشكركم على سؤالكم الدائم عن معنى هذه الجملة ..
و الحقيقة إنها حمالة أوجُه، وها أنا أضع لكم وجها واحدا من اٌوجهها بين أيديكم .
أيها الرفاق – إنني أتكلم بصراحة أمامكم كما عهدتموني دائما –
إنني متماسكة من اللحظة التي استيقظتُ فيها وكان المكان تاما في أشيائه
وخاليا منهم .. خاليا من الأيدي المرتجفة التي كانت متمسكة بي جيدا , وحين اطمأنت
أرخت قبضتها ! ولم تسيئ لي و لم أُسيئ لها لكننا : افترقنا بألم .
إنني اُريد أن أقول لكم :
أننا لا نستطيع أن نجعل من رِفاقنا أشخاص مثاليين , ولا يستطيعوا هُم أن يجعلوا
منا كذلك .. لكننا نستطيع أن نتصرف بنبل اتجاه من وثقوا بنا .
أقول هذا وقد قُلته مسبقا عندما كُنت جالسة ويداي معقودتان إلى صدري
قلتها وخوفي يزداد كلما ازدادوا مِن حولي .. قلت : إنني لا أٌقبل أخطاء الرفاق
المتعلقة بالإخلاص والثقة والشرف وإن أخطائي كثيرة ولا أحمّل أحد مسؤوليتها .
-أعلم أنني حين أتحدث عن نفسي لا اُحسن الحديث –
ومن يتطلع إلي يجدني امرأة صلبة و واثقة وربما مغرورة .. ولو أنهم تطلعوا في عيني
لوجدوا أنني أحق الناس بالشفقة
فمن أنا بحق السماء ؟ غير أنني فتاة قليلا من الخير والشر الموجودان بها ولن أكون
أكثر من ذلك .. وستحسنون صنعا لو كففتم أنتم أيضا عن اعتقادكم بأنني او أن أحدا ما في
هذا العالم قد يكون تواجده مثالي أو نعمة لشخص أخر !
-أيها الرفاق –
إن فتاة مثلي تجهل الخداع تماما وتنظر للأشياء التي تحبها كما لو أنها تنظر إلى أي شيء عادي
و لا تفعل كل ما يطلب منها بل تفعل أشياء أكثر أهمية ؛ هي في الحقيقة لا تفكر بلوم الحياة
أو الرفاق أو لوم أي أحد كان , بل تفكر بقول الحقيقة فقط ..
” فالحقيقة التي نطلبها هي الحقيقة التي نخافها ” .
جميلة ولطيفة وسلسة المعاني
رائعه بروعتك