من أين ابدأ ، و المنفى نهاياتي ؟
يا أيها البحر ، قد حطمت مرساتي
ماذا تركت ، لمن قد شاخ منتظرا
يبكي تجاعيد ، أحلام الشراعات
مُذ هاجر الصبح يا “يعقوب” ، ما فتنئت
عيني تناجيك ، إن الدمع مشكاتي
و لا “قميص” يداريني و قد نسجت
عناكب اليأس في بئر المعاناة
أني التفتُّ إلى بعضي لِأُدرِكه
تأبّطت عمَدا بالبعد مِرآتي
لا “ذئب” في غابة “الأزرار” يأكلني
فقد تبدّد طعمي من نداءاتي
صُواع” عمري ، يتيما بين حنطتهم
” لما “سُرِقتُ” على “دَلو” ابتهالاتي
يا حلم باعوك “بخسا” من تعاستهم
و قد وُلِدتَّ “عزيزا” في السماوات
جميل صبري ، كـ حزني يا مفرّقة
على يديك نبوءات اشتهاءاتي
ضممتُها في دمي عمرا فمزقها
نَزف التّشَهّي و خان البوح آياتي
لم يمض من بعض عمري ، غير أوله
فكيف ناحت على قبري حماماتي
تركتُ في مُقلة الأصداف أمتعتي
ورحتُ أبحث في الشطآن عن ذاتي
أنصفتُ ذاتي ، لـ ذاتي منك يا لغة
نامت على صدرها أحلى الروايات
——————————————-
مشرد كـ “مقام” كان مختبئا
خلف “النشاز” ، فـ لم ترعاه ناياتي
و في السماء ندائي مذ صعدتُ به
تركت للأرض عربون اتجاهاتي
سُلاف شعري ، كـ أعناب معلقة
للسائرين على عشب المتاهات
تأمّلوا فيه ما اسطاعوا ، فـ لاح لهم
من العناقيد ، ما يحيي مسراتي
مسافر عبر أبواب السراب و لم
أستجدي الماء من فيض ابتلاءاتي
قضيت عمري في الصحراء مغتربا
في التيه أطرد أعقاب المسافات
و ما وصلت ُو لكن تلك من سُنَني
أنّي أصير إلى مالا نهايات
أسير فوق ذراع الشمس ، ملء يدي ضوءا و ملء فمي بعض الحكايات
أسهبتُ من خاطري ما يقتفي لغتي
و الحرف عندي يتيم مثل أنّات
نفختُ فيه” ليحيا دون أجنحة”
لكنه طار من أعشاش آهاتي
وحدي أنا و جنوني و الكلام هنا
كالنخل طودا يرائي للثريات
ماض و قد شاخت الأحلام في رئتي
و من تجاعيد بوحي ، تعرفوا ذاتي
أمضي و في معطفي أحلام من رحلوا
و القادمين لهم أحلى .. تحياتي