وهكذا بعد مضي عقود من الزمن تدرك أن رغبتك بالحصول على شيء لاتعني بالضرورة حصولك عليه،حتى وإن اجتمعت الرغبة،والقدرة.
قد تكون الحكمة في التخلي عنه،في تركه يمضي هكذا دون أدنى محاولة منك.
بعض الأشياء،بل وبعض الأشخاص، وكذلك الفرص، مهما حاولت الحصول عليها لن يكون ذلك هو التصرف الحكيم.
هناك أمور تضطر للتوقف عن المحاولة تجاهها، لأنها لن تصير أكثر مما هي عليه، لن تكون إلا عبورًا.
ليس نقصًا في الإرادة،ولا عيبًا في شخصك، لكن هذا دورها الذي خُلقَت له..
تأتيك لتضيء عتمة،أو تُشعل شغفًا،أو تفجر فكرة وتمضي.. وعليك ألاّ تعارض مضيّها مهما بلغ تمسكك بها.
تظلّ تذكرها بين حين وَآخر ، وقد لاتنساها أبدًا،لكنك تؤمن بأن الأقدار دومًا خير ، وأن مرورها بك خير،وابتعادها عنك خير أيضًا.
قد تكون كلمة حضرت في موعدها ومضت،لكنك لم تمضِ ولا تريد .. ولأن الحياة لن تتوقف تضطر للسير قُدمًا حاملًا تلك الكلمة كقنديل متوهج في متاهات الطريق، أو كخارطة تدلك عليك..عليك أنت.
قد تكون فرصة لاح بريقها ذات يوم؛لتُخبرك أن هذا ممكن، ولأنها لاحت لك.. فأنت تستطيع ولو بعد حين.
قد يكون شخص..شخص واحد حوّل صحراء روحك إلى بساتين ممتدة أبت الذبول، وأبيتَ أنت إلا أن تُزهر.
تأثرك بتلك الكلمة،وإيمانك بتلك الفرصة،وتعلقك بذاك الشخص، لا تعني أنها أمور في وسعك امتلاكها، ولا أشخاص تستطيع البقاء معهم، عليك أن تؤمن أنهم مرّوا بك لأن مرورهم قدرك، ومضيُّهم قدرك، وعليك أن ترى الحكمة في ذلك وَتتقدّم..
وكن رجلاً إن أتوا بعده
يقولون مرّ وهذا الأثر .. ✍🏻