من منّا لا يعرف المتنبي أو على الأقل لم يسمع به وهو الذي ملأ الدنيا وشغل الناس ، أليس القائل :
وما الدهر إلا من رواة قصائدي
إذا قلت شعراً أصبح الدهر منشدا
في رائعة من روائعه ودرّة من نفائسه رواها الدهر وأنشدها ولا زال ..
غير أن شاعرنا لم يدر بخلده يوما أن شعره سيقتله وأن كلماته التي تروى ستصرعه ، إذ هجم عليه رجال من بني أسد كان قد هجاهم وأقذع في هجائهم فأراد الفرار منهم ، فقال له خادمه : تفرّ ؟ وأنت القائل :
الخيل والليل والبيداء تعرفني
والسيف والرمح والقرطاس والقلم
فقال له : قتلتني قتلك الله ، فقاتل حتى قتل .
إن الكلمة التي تنطقها تملكك بينما كنت لها مالكا قبل نطقها ، فالألسن أوتار والكلمات سهام قد تصيب فتقتل أو تجرح وربما كانت عبثا لا تضرّ إلا أن صاحبها قد يُوصم بالعبث وكفى بها مذمّة ، وقد تكون الألسن شهدا يقطر عسلا تتشنّف الآذان لسماع حلو منطقها وحلاوة عبارتها وعذوبة لفظها.
إن كثرة الفكر تولّد الحكمة ، والفكر لا يكون إلا ممّن أدمن النظر وأقلّ الكلام وجال ببصره متأمّلا متدبّرا قد ترك من لسانه لعقله يبحث في مكامن الحياة وخلجات الأنفس ليخرج لنا من الجميل أجمله ومن الحسن أحسنه فتخرج الكلمات من فيه موجزة العبارة غزيرة المعنى تشفي وتروي وهو ما أعنيه بقيمة الكلمة .
لماذا على البالغين قراءة أدب اليافعين؟
البعض قد يرى عنوان المقالة غايةً في السذاجة، ولكن بالفعل قراءة أدب اليافعين او الأطفال مفيد جدًا لفكر البالغين!.. في بعض الأحيان يحتاج المرء إلى
كم من شخص ترك كلمة كانت سبباً في نجاح شخصية لطالما أتعبتها مدلهمات الحياة ..
سمع منك أطيب العبارات فصعدت به قمماً من جبال الهمم والنجاح ونظرة إلى مستقبل مزدهر ومضيء ..
بقلم.. ✍🏻
أطياف طيبــة