“وحده”
مالذي يعنيه أن يكون المرء وحيدا
أن يكون خائفا ؟
أم أن يكون ممسوسا بفكرة الفقد حائرا يغرق في بحر أسئلته !
ما الذي يخدش غلاف روحك حين تبقى وحيدا ؟
معرفتك لفكرة أنك تُركت دون التفات أم أنك تَركتَ خلفك كل شيء دون وجل ..
كيف رسمنا الوحدة على جدار عقولنا كدخان عظيم لحريق لا نعرف مصدره
كحطام مُحزن لمدينة مات أطفالها قبل السادسة صباحاً
أو ك لوحة عظيمة هربت منها ألوانها
وكناي نسي لحنه
كيف تصورناها ورقة تقويم أخيرة في دفتر البدايات وضوء نسي ميلاده وتاه في مجرات العتمه
لِمَ لم يقترح أحدهم أن نعزل وحدتنا عن كل تلك المفاهيم
أن ننفخ فيها روحاً من اليقين الذي يتمسك بجدران وجداننا
أن نقلب لوحة المتاهة إلى الخارج
أن نتباهى بوحدة أرواحنا
وأن نخلع عنها سوادها القديم
ونزعزع ثقة القناعات القديمة
نرمم في الوحدة بيوتنا السريه
ونمدد ضوء شموسها ونختطف من أقمارها ليالي البوح ..
نعصف بحبر الصمت ليبلل اوراق الحكايات
ونتكوم في صدر الشبابيك عصافيرا
تولد مع كل فجر بريش جديد
و صوت جديد
لترتد النداءات أمطاراً وربيع
وكأن كل مافينا خُلق على حده
وكأن كل مافينا خُلق ليموت ويحيا من جديد !